قبل ظهور الفتن في العصور الأولى من الإسلام بمقتل عثمان رضي الله عنه كان الأمة على عقيدة واحدة وبعد ظهور هذه الفتنة وظهور ما بعدها من خلاف بين الصحابة ظهرة بعض الفرق المنحرفة فظهر الخوارج والشيعة ثم اعتقبهم ظهور مذهب المرجئة
نبذة عن أهم ما جاء في الكتاب
أراد الكاتب في فصوله الأولى أن يبين مذهب السلف في حقيقة الإيمان وهو منشأ الخلاف بين المرجئة والخوارج ومذهب أهل السنة فقدم بمباحث تمهيدية يبين فيها حقيقة النفس البشرية ليحاول إثبات الترابط بين الظاهر والباطن ثم ذكر حقيقة مذهب السلف في هذه المسألة ان الإيمان عندهم إعتقاد وقول وعمل او ما يعبر عنه بقول وفعل والقول يكون بالقلب ويكون القول أيضا باللنسان بالنطق والعمل يكون بالقلب والجوارح ثم قام بتوجيه بعض النقولات عن السلف التي يستدل بها المرجئة لمذهبهم
ثم انتقل للحديث عن نشأة المرجئة فذكر أن المرجئة الأولى كانوا نبتة من الخوارج وأن إرجاءهم لم يتعلق بالإيمان بل بالموقف من الصحابة كردة فعل وذكر في أثناء ذالك مذهب الخوارج وموقفهم من الصحابة وكيف تطور موقفهم من مرتكبي الكبيرة بشكل عام ثم تحدث عن مذهب المرجئة وكيف تتطور من الموقف من الصحابة إلى إرجاء في مسائل الإيمان فأخرجوا العمل من حقيقة الإيمان وقد كان هذا المذهب بداية تبناه ما يعرف بمرجئة الفقهاء من علماء الأحناف وينسب لأبي حنيفة أيضا وذكر ان السلف أنكروا عليهم هذه المقولات إنكارا شديدا ولكن لما ظهر جهم بن صفوان ببدعه ومقولاتها أخذت الظاهرة تأخذ بعدا آخر فظهر نوع خاص من الإرجاء جعل الإيمان مجرد المعرفة فحسب ولما أخذت المسألة بعدا كلاميا بعد ذالك وتبنى أصحاب الموقف التوفيقي هذا الرأي رأي المرجئة محاولة بينهم في التوفيق بين المعقول والمنقول ظهر إرجاء الأشاعرة والماتريدية فجعلوا الإيمان هو التصديق ثم اختلفوا هل النطق شرط فيه أم شطر منه وبهذا أصبح هؤلاء التكفير عندهم منحصر في التكذيب القلبي فقط وكان أساس قيام مذهبهم عدة أشياء من ذالك المنطق فقد حاولوا أن يجعلوا لتعريف الإيمان حدا جامعا مانعا ينطبق على جميع الأفراد وبذالك قالوا إن حقيقة الإيمان واحدة لا تختلف
ولا يزيد ولا ينقص وهو نفس قول الخوارج فكلاهما قالوا حقيقة الإيمان واحدة ثم اختلفوا في هذه الحقيقة فالخوارج جعلوا من حقيقته العمل الواجب والمرجئة قصروا حقيقته على التصديق فقط وفي احسن احوالهم ضموا إليه النطق
ثم عاد المؤلف بعد ذالك للحديث عن حقيقة الإيمان عند اهل السنة فذكر معنى جنس العمل والمقصود منه وذكر مذهب السلف في التكفير بترك الصلاة وتوجيه قولهم وكذالك باقي الأركان أركان الإسلام وفي آخر فصوله تحدث عن شبه المرجئة من نصوص وأدلة عقلية فردها فكان بحثا جيدا وتبيانا لهذه الظاهرة التي كان لها الأثر السئ في الإستخفاف بالعمل فعطل الشرع وانتشرت المعاصي بل وانتشر الشرك الأكبر والأصغر
0 comments: